“سطوع”… حين يضيء الفن نوافذ الروح في دار الأوبرا السلطانية مسقط
- saad25105
- 27 مايو
- 1 دقيقة قراءة

مسقط – سيلينا السعيد
في مساءٍ ينبع من الفن ، تفتّحت أبواب دار الفنون الموسيقية كزهرة في أول الندى، لاستقبال النسخة الثانية من معرض “سطوع”، ذلك الحدث الذي لا يمر كفعالية عابرة، بل كحالة فنية تُضيء القلب وتُنبت في الروح حدائق من دهشة.
تحت رعاية سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، انطلقت الأمسية في قاعة المعارض بدار الأوبرا السلطانية – مسقط، كأغنية تشكيلية منسوجة بأنامل 19 فنانًا وفنانة من أعضاء فريق سفراء الفن العُماني، الذين حملوا لوحاتهم كأجنحة، وألوانهم كأحلام من نور.
“سطوع” لم يكن مجرد معرض… بل صلاة لونية، تقرأ في صمتها قصيدة عُمانية تتماوج بين الجبل والبحر، وتُحدّث عن الجمال الذي ينبت من الطين والذاكرة، من النور والحرف، من ظلّ النخلة وخطّ الوجدان.
في إحدى الزوايا، لوحات تُشبه الشرفات القديمة في مسقط، وفي أخرى، حروف عربية تتموّج كالمدّ في حناجر الصوفية. أما المنحوتات الخشبية، فقد بدت كأنها أصابع الأرض ترتفع لتحكي قصة الإنسان العُماني، في صمته، في عناده، في شوقه للجمال.
ولأن الجمال لا يعرف حدودًا، استضاف المعرض فنانين و فنانات من مختلف الجنسيات ، ليكتمل المشهد بحوار بصري عالمي، تتقاطع فيه الحكاية العُمانية مع التجربة الإنسانية، حيث يتكلم الفن لغة لا تحتاج إلى ترجمة.
“سطوع ليس فقط عنوانًا، بل موقفٌ فنيّ، وإضاءة للهوية من زوايا لم تُرَ بعد. نؤمن أن اللوحة مرآة للزمان، وسفرٌ في ملامح المكان.”
استمر الحضور يتنقّل كمن يتجوّل في رُواق الحلم، يتأمل، يبتسم، وربما يهمس لذاته:
“هذا العمل يُشبهني… تلك الألوان تُشبه حنيني… وتلك المنحوتة… كأنها حكاية أمي!”
ويستمر معرض “سطوع” حتى نهاية الأسبوع الجاري، داعيًا الزائرين إلى رحلة تأملية في الفن والهوية. رحلة لا تُشترى، بل تُعاش.
هنا… حيث الفن لا يُعلّق فقط على الجدران، بل يُنقش على جدران القلب والذاكرة.


تعليقات