شركة المطاحن العُمانية.. نموذج رائد في التحوّل الرقمي والتصنيع الذكي بسلطنة عُمان
- nourelkomy1245
- قبل 10 ساعات
- 3 دقيقة قراءة

مسقط :نورهان الكومي
في خطوة استراتيجية تعكس التزامها برؤية عُمان (٢٠٤٠) للتحوّل الصناعي المستدام ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة، أطلقت شركة المطاحن العُمانية، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، مبادرة «تمكين المصانع الذكية»، التي تهدف إلى دمج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، والأتمتة، والأنظمة الرقمية في العمليات التصنيعية لتعزيز الكفاءة، والإنتاجية، والاستدامة.
تُعد مبادرة «تمكين المصانع الذكية» تحوّلًا نوعيًا في القطاع الصناعي، حيث قامت الشركة خلال الخمس سنوات الماضية بوضع خارطة طريق استراتيجية شملت تطوير خطوط الإنتاج من خلال إدخال آلة حديثة ساهمت في تقديم خدمات سريعة ورفع القدرة الإنتاجية وغيرها وتحليل أداء العمليات، ودراسة مسببات انخفاض الإنتاج والتوقفات الشهرية، بالإضافة إلى تحليل استهلاك قطع الغيار في المحركات الأساسية لمصنعي الدقيق والأعلاف، وصولًا إلى إعداد خطة متكاملة قصيرة وطويلة المدى للتحوّل التدريجي نحو «مصنع ذكي» متكامل.
وقال المهندس عادل بن ناصر السابقي، مدير الابتكار بشركة المطاحن العُمانية: شهدت الشركة خلال السنوات الخمس الماضية تحوّلًا استثنائيًا بفضل استراتيجيتنا القائمة على الإدارة الرشيقة، والتحوّل الرقمي، وتطبيق مفهوم المصنع الذكي، وهو ما أسفر عن وفورات سنوية تتجاوز نصف مليون ريال عُماني، تماشيًا مع التوجه الوطني لتحديث القطاع الصناعي، مؤكدا أن التحول إلى مصانع إنتاج ذكية يعتمد على التكنولوجيا الحديثة يسهم في تحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف بالإضافة إلى رفع كفاءة العمليات التشغيلية.
وأضاف: إن من ضمن خطة التحوّل الذكي، قامت الشركة بتركيب تسعة أنظمة روبوتية في مواقع إنتاجية متعددة، شملت خطوط تعبئة الطحين بأوزان مختلفة (١٠ كجم، ٢٥ كجم، ٤٠ كجم، ٥٠ كجم)، بالإضافة إلى مصنع الأعلاف الجديد (سي-ميل)، ومصنع الخلطات، وأنظمة التكديس بالمخازن، حيث ساهم ذلك في تحسين دقة التعبئة وتقليل الاعتماد على الأيدي العاملة وخفض فترات التوقف وتقليص تكاليف الصيانة وقطع الغيار وتعزيز السلامة العامة. موضحا أن آلات التعبئة الجديدة من نوع FAWEMA تتميز بقدرتها على تعبئة أربعة أوزان مختلفة، مما ساهم في زيادة مرونة الاستجابة لاحتياجات السوق ودعم أنشطة ترويج المبيعات بشكل أفضل. مبينا أن الآلات الجديدة تتميز بسرعة تعبئة تصل إلى 65 كيسًا في الدقيقة، مقارنة بـ25 كيسًا فقط في الآلة القديمة، ما أدى إلى رفع الطاقة الإنتاجية بشكل ملحوظ، وتقليل الأعطال وتحسين كفاءة التشغيل. كما أن هذه الآلات تتمتع بضمان جودة يمتد حتى 15 سنة، وتم اختيارها لما توفره من توافق فوري مع متطلبات فريق المبيعات. حيث خضع الفريق المعني لبرنامج تدريب شامل، وتم إجراء اختبار القبول النهائي في ألمانيا، مما يؤكد جاهزية النظام الجديد للعمل بكفاءة منذ اليوم الأول.
وأكد المهندس عادل السابقي أن شركة المطاحن العمانية طوّرت نظامًا متقدّمًا لعدّ الأكياس مدعومًا بالذكاء الاصطناعي، مما ساهم في تقليل الأخطاء البشرية، ورفع جودة البيانات، وتعزيز الرقابة التشغيلية. مشيرا إلى أن الشركة حقّقت إنجازًا آخر عبر أتمتة خط تعبئة الأكياس سعة ٥٠ كجم، مما أدى إلى رفع الطاقة الإنتاجية اليومية من ٥٠٠ كجم إلى ٤٣٢٠ كجم، وتم تنفيذ هذا المشروع بالكامل عبر كوادر داخلية عمانية، مما يعكس كفاءة الطاقات الفنية لدى الشركة.
وأوضح مدير الابتكار بشركة المطاحن العُمانية أنه في إطار تمكين الكفاءات الوطنية العمانية، أطلقت الشركة مبادرة «كتاب المهام»، لتدريب الموظفين على تقنيات الذكاء الاصطناعي والأنظمة المؤتمتة، ما أسهم في: تسهيل دمج الموظفين الجدد وتتبّع الأداء وتطويره المستمر وتعزيز المعرفة التشغيلية لدى الفرق ومراجعة المعدات.
وبين المهندس عادل السابقي أن الشركة قامت في بداية عام 2020 بخطة صيانة استباقية حيث أجرت مراجعة شاملة للمعدات القديمة، نتج عنها: خطة لاستبدال أنظمة التكديس القديمة (أو.سي.إم.إي.إل) بروبوتات حديثة وتوفير في تكاليف قطع الغيار بالإضافة إلى إعداد خطة استباقية لمدة عامين لتقليل الأعطال مستقبلا.
وأكد أن الشركة مرت بثلاث مراحل استراتيجية واضحة خلال مسيرة التحوّل، وهي: "الإدارة الرشيقة" التي ركزت على تقليل الهدر وتحسين تدفق العمليات، وتبنّي مؤشرات أداء رئيسية، و"المصنع الذكي" وهو دمج أنظمة روبوتية وأدوات مراقبة ذكية لتحديث خطوط الإنتاج ،و"التحوّل الرقمي" وهو اعتماد الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وأدوات رقمية داخلية لدعم التعاون بين الأقسام، والصيانة التنبؤية، واتخاذ قرارات مبنية على البيانات، حيث أن هذه المبادرات ساهمت في مواصلت المؤسسة مكانتها كشركة وطنية رائدة في الابتكار الصناعي، ونموذج يحتذى به في مواءمة التقنية مع الاستدامة لتعزيز الأمن الغذائي ورفع كفاءة وتنافسية القطاع الصناعي العُماني محليًا وإقليميًا.
Comments