قواعد العشق الأربعون تجد مرساها في الخليج العماني
- saad25105
- 24 يناير
- 2 دقيقة قراءة

بقلم سيلينا السعيد
البشر في هذا العالم مثل ثلاث فراشاتٍ ملونةٍ تحومُ حول شمعةٍ متوهجة.
الأولى تراقصت أمام الشعلة وقالت هكذا عرفتُ العشق.
الثانية إقتربت من اللهيب ولامستْ الوهج بطرفِ جناحها ثم إعترفت هكذا أدركتُ كيف تحرق نيرانِ العشق
أما الثالثة ، فتحت جناحيها على إمتدادهما و إندفعت صوب الشعلة و إحترقت بالكامل
و هي وحدها من عرفت المعنى الحقيقي للعشق
من يشعلون القناديل في حياتك، وحدهم من يستحقون أن تفتح لهم أبواب روحك..
رفع بيت الزبير في مسقط، قنديل مهرجان الموسيقى الصوفية و عزفت أوتار العشق الإلهي نخبة من العشاق الموسقيين من حول العالم
إجتمعت القلوب في مسقط إحياءاً لهذا الفن الروحاني للمرة الثالثة، موسيقى لامست الوجدان و عكست ثقافة الشعب العماني الذوّاق للحكمة و الفلسفة و الروحانية.
عبرت الحدود تلك الألحان ، و منها من عبر الزمن، و تزيّنت مسقط ببحرها و جبالها و قلاعها بألوانٍ صوفية زاهية الخيوط.
فأيّها المسافر إشترِ الورد لعلّك تصادف في طريقك من يستحقه.
و لأنّ الجبل الأخضر هو عنوان الورد العماني، و يتغنى بهذا الموسم المواطن و المقيم و السائح.
فكان لأشعار رابعة العدوية أثراً عميقاً في التراتيل و المناجاة مع الخالق.
إسمحو لنا أن نطرح السؤال، ماذا بين المدرسة الصوفية و الإمبراطورية العمانية؟
من بحيرات وسط إفريقيا حتى مشارف شبه القارة الهندية، و رايات الإمبراطورية العمانية ترفرف بإسم ● نصرٌ من الله و فتحٌ قريب ●
والاسطول البحري يقوده المؤسس سعيد بن سلطان البوسعيدي
والتصوف في عُمان تمتد جذوره في الفنون الشعبية و النزعة الصوفية في المولد النبوي و التسبيح و التهليل و في الصفات المتأصلة في المجتمع العماني من التسامح إلى المساواة و نثر بذور الخير و المحبة.
رفرفت بنا الطبول و الدُفوف و المناجاة الصوفية من نهر سمرقند إلى الكهوف و عتبات المزارات،
و دارت بنا المعزوفات و الأشعار كما دار الطائر المذبوح فوق بلداتٍ تغنت بالعشق الصوفي، فهل يشفع لنا دمه؟
أججت فينا الموسيقى نسائم الحنين إلى الصياد الذي رمى صيده
و العروس التي تكحلت بالورد
و القارب المتأرجح على مياهك
فهل تأذن لنا بالغناء عند ميناءك؟
وإن مُتنا في داء العشق و انقضى العمر
فلينبت زهر المحبة بدل القصب فوق القبور
إزدانت الموسيقى الصوفية بأشعار و مقولات سلطان العارفين جلال الدين الرومي، و أثرت رسائله على جيلٍ كاملٍ من السلاطين و الوزراء و القضاة و رجال الدولة. ولمع نجمه مع امتداد الإمبراطورية العثمانية في القارات
و أضاف فكره طعماً سامياً للمبدأ النبوي في الإحسان و التعاطف بين الناس و رسم ثقافة إسلامية بلونٍ يجسد الخبرة الروحية.
لقاء < مرج البحرين >
كان شمس الدين التبريزي بمثابة المرشد الروحي و الشمس التي إهتدى بها الرومي أثناء رحلته في بحار التصوف والعشق الإلهي والتي لولاها ما سطع ضوء القمر
و سمي هذا اللقاء الذي جمع بين الرومي و التبريزي ب
< مرج البحرين يلتقيان >
و قد ذُكر في كتاب** مناقب العارفين **
أنّ فراق التبريزي و الرومي هو تجلِّ من تجليات الجلال كما كان لقاؤهما تجليّاً من تجليات الجمال.
و بالرغم من أنّ مقولات الرومي هي أعمال أدبية باللغة الفارسية إلا أنها تجاوزت حواجز اللغة و الدين والثقافة، مما أضاف لوناً روحانياً جديداً على الديانات السماوية الثلاث.
نختتم المقال بأجمل الأشعار الصوفية التي تحاكي تعاقب الليل والنهار، و علاقة الشمس بالقمر ،
لكلّ ليلٍ قمر حتى ذلك الليل في أعماقك


تعليقات