“كاي”… واحة قهوة ونجوم تُضيء روح مسقط
- saad25105
- قبل 14 ساعة
- 3 دقائق قراءة

حوار: سيلينا السعيد –
في قلب العاصمة العُمانية مسقط، ووسط الزحام اليومي، بزغ “كاي” لا كمقهى فحسب، بل كمساحة من الهدوء والإلهام، تجتمع فيها الأرواح الباحثة عن الجمال، وتذوب فيها النكهات في أجواء تمزج بين الحداثة والتراث. “كاي” ليس مجرد اسم، بل نجمة تضيء في عالم المقاهي… عن فكرته، هويته، وتطلعاته، كان لنا هذا الحوار مع القائمين عليه:
س: بدايةً، ما الذي دفعكم إلى افتتاح كافيه “كاي” في مسقط؟ ولماذا اخترتم هذه المنطقة بالذات؟
ج: جاءت فكرة “كاي” من شعور عميق بأن الإنسان المعاصر يحتاج إلى لحظة صفاء حقيقية، مكان يخرج فيه من صخب العالم ليعود إلى ذاته. مسقط، بتاريخها العريق وروحها التي تحتضن الأصالة والحداثة معًا، كانت الموقع المثالي لهذه الرؤية. اخترنا هذه المنطقة تحديدًا لأنها تمثل نقطة تلاقي بين قلب المدينة وروحها، أردنا لـ”كاي” أن يكون نجمًا هادئًا يُرشد العابرين إلى عالمهم الداخلي.
س: كيف تصفون رؤية “كاي”؟ وما الرسالة التي تسعون لإيصالها للزائر؟
ج: رؤيتنا تتجاوز مفهوم “المقهى” التقليدي. نحن نسعى لأن يكون “كاي” واحة للإلهام، مكانًا يتنفس فيه الزائر الجمال في أدق التفاصيل: من طعم القهوة، إلى الديكور، إلى الموسيقى. رسالتنا بسيطة وعميقة: أن يحيا الزائر لحظة “كاي” بكل جوارحه، ويخرج محمّلًا بإحساس من الراحة وكأنه لمس نجمًا.
س: اسم “كاي” يلفت الانتباه… هل له معنى خاص أو قصة وراءه؟
ج: نعم، “كاي” يعني “النجم الساطع”، وقد اخترناه لأننا أردنا أن يكون لكل من يزورنا تجربة مضيئة، متفرّدة، ومُلهمة. كل زاوية، وكل كوب قهوة، وكل نغمة موسيقية في “كاي”، صُمّمت لتجسيد هذا المفهوم. نحن لا نقدّم خدمة، بل نمنح لحظة ساحرة.
س: في ظل كثرة المقاهي، ما الذي يميز “كاي” عن غيره؟
ج: ما يُميّز “كاي” هو التجربة الكاملة التي يعيشها الزائر. لا نبيع القهوة فقط، بل نمنح إحساسًا بالانتماء، ورغبة في التكرار. التصميم مستوحى من النجوم، والمنيو مبتكر يحمل بصمتنا الخاصة، وفريق العمل مدرَّب على خلق علاقة صادقة مع الضيف. “كاي” ليس مكانًا للجلوس، بل تجربة شعورية لا تُنسى.
س: كيف تصفون تجربة الزائر لديكم؟ وما العنصر الأهم فيها؟
ج: تجربة الزائر في “كاي” تشبه رحلة للحواس. تبدأ من أول خطوة داخل المكان، مع ترحيب دافئ، ثم تمتد إلى النكهات المتقنة، والموسيقى الهادئة، والتفاصيل التي تحاكي الذوق والروح. أهم عنصر في التجربة هو الشعور بالراحة النفسية والانتماء، وكأنك في بيتك، ولكن في عالم أكثر هدوءًا وجمالًا.
س: ما هو المشروب أو الطبق الأكثر طلبًا في “كاي”؟ وهل لديكم وصفة خاصة؟
ج: أكثر مشروب يُطلب لدينا هو “السبانيش لاتيه”، الذي نقدمه بوصفة سرّية تم تطويرها بعناية، وهو يحمل نكهة “كاي” الفريدة. أما على صعيد الأطعمة، فـ”فطور كاي” يحظى بإقبال واسع، لأنه يدمج بين البساطة والابتكار في آنٍ معًا.
س: هل تحرصون على إبراز الهوية العُمانية في الكافيه؟ وكيف؟
ج: بكل تأكيد. الهوية العُمانية حاضرة في كل تفاصيل “كاي” بأسلوب عصري وأنيق. نستوحي من فن العمارة العُمانية، ونستخدم خامات طبيعية، ونقدّم في المنيو أطباقًا تحمل نكهات محلية، ولكن برؤية “كاي” الخاصة. نحن نؤمن أن التراث لا يعني التكرار، بل إعادة الاكتشاف.
س: هل تتفاعلون مع المجتمع المحلي من خلال الفعاليات الثقافية أو التعاون مع المبدعين؟
ج: نعم، التفاعل مع المجتمع جزء أساسي من رسالتنا. “كاي” ليس فقط مكانًا للقهوة، بل منصة للإبداع. نقيم أمسيات شعرية، ومعارض فنية، وورش عمل بالتعاون مع فنانين وكتّاب ومصممين عُمانيين. نؤمن بأن دعم المواهب المحلية هو جزء من مسؤوليتنا الثقافية، ونطمح لأن يكون “كاي” بيتًا لكل مبدع.
س: ما هي أبرز التحديات التي واجهتكم في بداية المشروع؟ وكيف واجهتموها؟
ج: من أبرز التحديات كانت المنافسة العالية، وكيفية التميز وسط عدد كبير من المقاهي. واجهنا ذلك بالتمسك برؤيتنا الأصيلة، والاستثمار في جودة التفاصيل، واختيار فريق يؤمن بالمكان كما نؤمن به. لم يكن الطريق سهلاً، ولكن الإيمان بالفكرة والالتزام بها كان النور الذي قادنا.
س: هل لديكم خطط للتوسع مستقبلاً؟
ج: نعم، لدينا طموحات كبيرة. نطمح إلى فتح فروع جديدة في المستقبل، سواء داخل مسقط أو خارجها. لكننا نؤمن أن التوسع الحقيقي لا يكون فقط في العدد، بل في تعميق التجربة، وتوسيع مساحة الأثر الذي نتركه في قلوب الناس. كل فرع جديد هو نجم جديد في مجرة “كاي”.
س: ما هو أكثر تعليق أثّر فيكم من أحد الزوار؟
ج: أكثر تعليق لا ننساه جاء من زائرة قالت: “كاي هو المكان الوحيد الذي أستطيع أن أكون فيه على طبيعتي، وأشعر فيه بالسلام الداخلي.” هذه الجملة كانت كافية لتُثبت لنا أن ما نفعله ليس مجرد تجارة، بل رسالة تمس الروح.
س: برأيكم، كيف تتحوّل القهوة من مشروب يومي إلى تجربة إنسانية؟
ج: القهوة ليست مجرد سائل يُشرب، بل هي طقس من التأمل، لقاء مع النفس، أو فرصة لحوار عميق. في “كاي”، القهوة تُمثل لحظة صدق… تذكرة عبور نحو عوالم داخلية من السكينة والذكريات. كل فنجان يحمل قصة، وكل رشفة تُشبه بداية قصيدة.
س: وأخيرًا، لو كان لـ”كاي” نغمة موسيقية، فكيف ستكون؟
ج: ستكون نغمة هادئة، عميقة، تنبع من البيانو وتتناغم مع أصوات الطبيعة، تلامس القلب دون ضجيج، وتُشبه موسيقى النجوم حين تهمس في ليلٍ صامت. إنها موسيقى لا تُسمع فقط… بل تُحس.
“كاي” ليس مجرد كافيه، بل دعوة للهدوء، منصة للروح، ومساحة تُعيد ترتيب اللحظة. إنه المكان الذي إذا دخلته مرة، ستجد فيك ما كنت تفتقده… وربما أكثر.
Комментарии