"من حيفا إلى الحمّامات: نغمات نويل تنسج جسوراً بين فلسطين وتونس"
- nourelkomy1245
- 21 يوليو
- 2 دقيقة قراءة

بقلم نورة حفيّظ - تونس
في ليلة صيفية ساحرة على مسرح المركز الثقافي الدولي بحمّامات، أضاءت الفنانة الفلسطينية الشابة
نويل خرمان أجواء مهرجان الحمّامات الدولي (الدورة الـ59)، يوم الأحد 20 يوليو 2025، بأداء مشحون بالطاقة، العاطفة، وروح التضامن مع قضيتها ومسرح ثقافتها. إليكِم تفاصيل ليلة فريدة ومميزة:
حضور شبابي وأناقة متماسكة
صعدت خرمان إلى المسرح بإطلالة أنيقة، ارتدت فستانًا أسود أنيقًا منحها حضورًا رشيقًا وأنيقًا، بينما صدحت صوتها القوي والدافئ، فاتحة السهرة بأغنية "هذا أنا"، التي اعتبرها جمهورها تحية لشخصيتها وهويتها الفلسطينية
فرقة تونسية بأصالة الأداء
رافقها على المسرح طاقم موسيقي تونسي متكامل بقيادة الكمان عطيل معاوي، إلى جانب محمد بن صالحة (الناي)، محمد علي العش (الدرامز)، بشير النفّاتي والإيقاع، عبد العزيز الشريف (الباص)، خليفة جماعة (الغيتار)، وبشير غربال (البيانو)، بالإضافة إلى صوتي الكورال -أسماء الشريف وآمنة زين - هذا النصاب المتنوع أضفى أبعادًا موسيقية غنية تجمع بين الطرب والعالمية.
مزيج لغوي وتراثي مدهش
قدّمت خرمان لوحة موسيقية متعددة اللهجات:
أغانٍ فلسطينية مأثورة من بينها "حيفا"، التي أعادت بها الجمهور إلى أجواء مدينتها الأم
لهجة تونسية في "لاموني اللي غاروا مني" و"سيدي منصور"، ما أظهر مهارتها في محاكاة الأسلوب المحلي
تجاه ثقافات أخرى، أدخلت لمسات فرنسية، إسبانية، وربما الجزائرية، مما أكسب الأمسية طابعًا عالميًّا.
تفاعل الجمهور وتحميس "فري فري فلسطين"
كان التفاعل مع خرمان مباشرًا وحارًّا. تصفيق استمر، ورقص جماعي، وهتافات قوية مثل "Free Free Palestine" توسّدت سماء الحمّامات وسط تفاعل شعبيّ فتحت به فقرات لها بعد سياسي إنساني واضح
رسائل إنسانية من على الركح
لم تغفِل الفنانة التركيز على المعاناة الإنسانية؛ حيث عبرت مثلاً عن تعبها من جراء الحرب، وقالت “الصراع غيّر رؤيتي للعالم”، وأنها “تعيش في الأردن حاليًا”، داعيةً إلى السلام
كلماتها الصادقة حملت جمهور الحمامات في قلب نبضها، فنشأت لحظة تلاقٍ بين الفن والمعنى.
أولى خطواتها على الأرض التونسية
سُجلت هذه الليلة كأول حفل لها في تونس، بعد أن قضت نهارًا مليئًا بجولة في معالم الحمّامات، عبّرت خلالها عن إعجابها بالدفء التونسي واستقبال الجمهور
في ليلة اختزلت فيها نويل خرمان صوتًا وشعورًا وقضية في أغنية واحدة، اكتملت تجربة حفلة جسدت الفن كجسر يتخطى الحدود. شكّل هذا الحفل إشراقة جديدة على مسارها الفني، ومدخلًا قويًا للتراث الفلسطيني في قلب الجمهور التونسي.


تعليقات