من واقع الأحلام إلى الحقيقة: أجيال ترسم ملامح مستقبلها
- nourelkomy1245
- 27 أغسطس
- 1 دقيقة قراءة

بقلم : ياسمين علي
في يومٍ ما، كان الطلاب مجرد حالمين يحملون طموحات بريئة، ينتظرون اللحظة التي تتحول فيها الأحلام إلى واقع ملموس. لكن القدر لا يسير دائمًا كما نتمنى، بل يعيد رسم الطريق، فيضع كل طالب أمام اختبار جديد. وهنا يبدأ التمايز: بين من حوّل الحلم إلى إنجاز، ومن توقّف في منتصف الطريق.
يعتقد كثيرون أن الثانوية العامة "تحدد المصير"، لكن الحقيقة مختلفة. فبعدها ينقسم الطلاب؛ منهم من فقدوا الشغف وأطفأ الإحباط بريقهم، ومنهم من اختاروا التوقف قليلًا بحثًا عن بداية جديدة، ومن تعاملوا مع الثانوية كبداية وليست نهاية، يرون الفشل مجرد فرصة لإعادة المحاولة.
الجامعة، التي يُفترض أن تكون محطة للتعليم والتأهيل، تحولت عند البعض إلى مساحة للتسلية أكثر من كونها منبرًا لبناء المستقبل. ضعف الالتزام بالمحاضرات، وإهمال استبيانات الأساتذة أو الأنشطة، جعل التجربة الجامعية مجرد روتين بلا قيمة.
لكن الصورة ليست قاتمة تمامًا، فالجامعة ما زالت مليئة بالفرص الحقيقية: برامج تدريبية، كورسات معتمدة، وتجارب تفتح آفاقًا مهنية. الطالب الواعي هو من يلتقط هذه الفرص ليصنع بها مسارًا مختلفًا عن غيره.
وسط هذا المشهد، يظل هناك من يرفضون التراجع. يمتلكون شغفًا استثنائيًا، ويؤمنون أن الاستمرارية – حتى وإن بدت جنونًا – هي السبيل الوحيد للنجاح. هؤلاء هم من يرسمون طريقًا مختلفًا، لا توقفه خيبة ولا تهزه صعوبة.
إما أن نصنع مستقبلنا بخطوات واثقة، أو نترك الفرص تضيع من بين أيدينا. إما أن نحول الأحلام إلى إنجازات ملموسة، أو نظل عالقين في منتصف الطريق.
فالوقت لا يعود، والفرص لا تنتظر طويلًا. الطالب الذي يسعى اليوم سيحصد غدًا ثمارًا تفوق أحلامه. أما من يختار التراخي، فسيكتشف بعد سنوات أن الأبواب قد أُغلقت، وأن الوقت الذي ضاع لا يمكن استعادته.
ويبقى السؤال: هل سنترك أحلامنا حبيسة دفاتر الأمس، أم سنحوّلها إلى واقع يضيء الغد؟!


تعليقات