وثيقة شرم الشيخ جوفاء!! وإسرائيل سوف تتنصل من التزاماتها!!
- nourelkomy1245
- 15 أكتوبر
- 2 دقيقة قراءة

المرصد الإعلامي (251)
بقلم / عزّان الجبلي
وثيقة شرم الشيخ "حبر على ورق لا يمكن الاعتماد عليها رغم كل التوقيعات من رؤساء الشرق الأوسط، فهؤلاء الرؤساء لا قيمة لهم في نظر أمريكا وإسرائيل"!!
إسرائيل لا يمكن الوثوق بها، ونقول بكل وضوح إنها من ربحت الجولة الأولى من خلال تسليم الرهائن، والآن ستبدأ إسرائيل في مراوغاتها لبقية بنود الوثيقة!!
وهذه الوثيقة جوفاء بلا ضمانات، وعندما تقف على كل تفاصيلها تجدها بلا عدالة، وهي تصب في صالح إسرائيل، وما لم يحققه نتنياهو بالحرب سوف يحققه من خلال ترامب ووثيقة السلام المزعومة!!
قال ترامب إن مواقف الدول العربية والإسلامية هي من صنعت السلام، وهي كلمات للتسويق لا حقيقة لها، لأن سلام ترامب ضمن استراتيجيته (الربح والخسارة) المالية!!
وقف الحرب في حد ذاته نصر للفلسطينيين، لأنهم هم الحلقة الأضعف التي اكتوت باندلاع الحرب طيلة عامين متواصلين، خسر الفلسطينيون خلالها كل معالم الحياة (في السكن والأرواح والصحة)!!
لكن هل ستصمد هذه الاتفاقية مع صهاينة لا أمان لهم؟!!
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في سياق تصريحاته حول الصراعات الإقليمية وعملية السلام،
ركز على النقاط الرئيسية التي وردت في قمة شرم الشيخ وتفاعل مع قادة الشرق الأوسط، أبرزها في سياق جهود إنهاء الحرب في غزة والقمم التي عُقدت لهذا الغرض.
وتشير التقارير إلى أن التفاعلات بين ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمم مختلفة قد أثارت الجدل....
فبينما وُصفت لقاءات سابقة (مثل لقاء البيت الأبيض في 2017) بأنها شهدت "مصافحة حارة" وترحيبًا شديدًا من ترامب، فإن تقارير أخرى عن "قمة شرم الشيخ للسلام بشأن غزة" تذكر أن ترامب أثار موجة من الجدل بسبب طريقة مصافحته وتعامله مع بعض الرؤساء، والتي فُسرت أحيانًا بأنها مواقف محرجة أو تصرفات غير مألوفة تسرق الأضواء، وهي مهينة لبعض الرؤساء.
ورغم أن ترامب عبّر عن شكره وتقديره لدور مصر في التوصل إلى اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة، ووصف القيادة المصرية بأنها "زعيم عظيم"، وأن مصر لعبت "دورًا محوريًا" في إنهاء الصراع،
إلا أننا بالمقابل نجد تصريحاته في إسرائيل مختلفة؛ فتصريحاته في الكنيست حول الحرب والسلاح جاءت في سياق زيارته لإسرائيل وإلقائه خطابًا أمام الكنيست.
أكد ترامب في خطابه أمام الكنيست أن الحرب قد "انتهت"، ووصف نهاية الحرب في قطاع غزة بأنها "انتصار لا يُصدق لإسرائيل والعالم"، مشددًا على أن إسرائيل حققت النصر "بقوة السلاح".
كما أشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة "ستُطبق السلام من خلال القوة"، وأكد أن بلاده تمتلك "أسلحة لم يحلم بها أحد".
ومن جانب آخر أعلن ترامب أن "نزع سلاح حماس" هو جزء أساسي من أي خطة للسلام، وأن الولايات المتحدة ستراقب تنفيذ هذا الشرط بدقة.
ويبدو أن هذا التصريح ينسف كل ما تم الاتفاق عليه في وثيقة شرم الشيخ، لأن جوهر الوثيقة يقوم على التهدئة ووقف إطلاق النار لا على نزع سلاح المقاومة الفلسطينية.
وبذلك يكون ترامب قد وضع الأساس لسلامٍ غير متوازن، سلامٍ يخدم إسرائيل فقط، ويُجرد الفلسطينيين من حقهم المشروع في الدفاع عن أنفسهم.
إن ما يُسمّى بوثيقة شرم الشيخ ليس سوى خطوة جديدة في طريق التطبيع الكامل مع إسرائيل، تحت لافتة "السلام الدائم"، بينما في الحقيقة هو سلام قسري يُفرض على الطرف الأضعف.
وإذا كانت بعض الأنظمة العربية قد انخرطت في هذا المشروع، فإن الشعوب ما زالت ترى أن المقاومة هي السبيل الوحيد لحفظ الكرامة واسترداد الحقوق.
ختامًا، نقول إن وثيقة شرم الشيخ ستبقى وثيقة جوفاء بلا مضمون، ما لم تُضمن فيها حقوق الفلسطينيين العادلة، ويُحاسَب الاحتلال على جرائمه، ويُرفع الحصار عن غزة.
أما غير ذلك، فسيبقى مجرد "سلام وهمي" تروّج له واشنطن وتباركه تل أبيب، بينما الحقيقة على الأرض تقول شيئًا آخر تمامًا.


تعليقات